أيا حبا استوطن فؤادي قسرا….. أيا ملاكا اتخذ قلبي قصرا …. أيا شمسا اجتاحت فلكي فجرا … يا نجمة سطعت في كوكبي عصرا… يا أيها الضعيف الذي أعلنت علي نصرا …
لطفا بي … رأفة بروحي… إحساسا بجروحي…. لا تفتك بي بين يديك عصرا ..لتروي روحك من دمائي خمرا….وتعيش أنت في سكرتك … وتكتوي روحي على شفتيك قهرا…
رحماكي فاتنتي … فأنا الذي افتعلت الكبائر لأجلك وزرا وزرا…. بعد أن روتني روحك عطشا وسكرا…
وعيناك غدت لي وكرا … أرتادها ليلا وتكون لي قمرا وبدرا …. أتراقص طربا على بحات صوتك .. وأروي من دموعي بحرا …
لطفا بي سيدتي … هذا أنا .. هذا أنا..
أفترش نعليك.. أكون خادما .. أكون سيدا .. أكون جاريا ..لا فرق عندي ..فالقرب منك قد أنساني معنى الرتب والمقامات……قد نزع مني عرشي … وألزمني أرض اليمامات ….. وإني في بلاطك ..أتسلق درج الكرامات………. . حبك سيدتي.. أجهدني أفناني ..أفرحني أحزنني .. أضحكني أبكاني ….
أسرني حررني .. وفي العلياء أرداني.
ذات يومٍ هَمَسَ في أذني خادمي….. بأن مولايَ .. قد أُدنتَ في المحاكم .. فقلت وما الجرم؟؟.. وما أمر الحاكم؟؟.. وهنا صمت الخادمْ ..ولمحته ببطء إلي قادمْ … قلتُ ما خطبكَ؟؟ فاقترب مطأطئا ..قال إني أرتجي أمن الخاتم.. خاتم عرشك فلا أكون لما سأقول نادم.. فأذنت وقلت :أطلق جعبتك وأنت بالأمن غانم..
قال سيدي : قد شغلت عن أمور الرعية .. فأهديت كيانك لمجرد فتاة صبية .. وملكت أمرنا إلى أمر تلك الإنسية .. إن فَرِحتْ فرحنا .. إن غضبت غضبنا .. وأنت أعلم بتلك القضية ..فأجبني سيدي إلى أين تسير بنا تلك الشقية؟؟
فابتسمت قليلا .. ثم أمرت جيشي بالاستعداد لحرب بغية…. ففرح الخدم وقالوا : سيدي أنحضرها قتيلة أم نعذبها حية ؟؟….. فأطلقت ضحكة أفاقت الغيوم.. وأرعدت النجوم.. وباستهزاء أجبت حاجبي المجنون ..الحرب لعينها .. الحرب لغمزها .. الحرب لعذب صوتها .. وسيفي اليوم مشحون.. حباً وشوقا وإباءً وتقرباً من ملكة الجمال والمجون…فهيا اقتربوا وقاتلوني… فاليوم شعبي أخون .. وأرضخ لحبي و أطلب الصدر الحنون .. وفداه أجعل روحي وعرشي .. وأسيرَ مولاتي أكون